AR

Translate:

ذاكرة المسرح السكندرى

أبو الحسن سلام الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 09:44 المحور: الادب والفن

 

د.أبو الحسن سلام
-1-
حفظت الإسكندرية البطلمية للعالم تراث الإنسانية الإبداعي في مجال فنون المسرح ؛ عندما احتفظ بطلميوس الثالث بالنصوص المسرحية لكبار كتاب المسرح اليوناني عندما استعارها ليستنسخ منها ما يضمه إلى مكتبة الإسكندرية القديمة في مقابل رهن قيمته ( 6 تالنت - عملة ذهبية يونانية ) وأعاد مستنسخاتها الي اليونان مضحيا بالرهنية الثمينة بقياس عصره . وبذلك عرف العالم مسرح (اسيخيلوس – سوفوكليس – يوريبيديس – أرستوفانيس ) عن طريق مكتبة الإسكندرية القديمة .
وتذكرنا الكتابة المسرحية أيضا باحتواء المدينة الكونية عاصمة الثقافة والفنون علي ما يقترب من 300 دار عرض مابين مسارح وملاه ومكتبات فرعية، كما تذكرنا بأن الإسكندرية كانت أول مدينة في الشرق الأوسط أتاحت لفن المسرح أن ينجلي علي عصرنا الحديث؛ ففي عام 1870 قدم (سليم النقاش) عرضا مسرحيا؛ كان هو أول عرض لفرقة مسرحية في مصر وذلك علي مسرح (زيزينيا) الشتوي- كان بمواجهة موقع سينما أمير حاليا – وذلك بأمر من الخديو (إسماعيل) وبدعم من (سير: جون أنطونيادس) منشئ حدائق النزهة وأنطونيادس.قدم النقاش مسرحية(هوراس) للكاتب الكلاسيكي الفرنسي:(كورني) لكنه اختار لها عنوان (مي) علي اسم بطلة المسرحية نفسها.

توالت العروض المسرحية الأجنبية والمصرية مع مطلع القرن العشرين علي مسرحي زيزينيا الشتوي والصيفي: (موقعه مكان فندق سان ستيفانو القديم) حيث قدم جورج أبيض روائع من المسرح العالمي وقدمت فاطمة رشدي السكندرية المولد عروضا عالمية كما قدمت ( مصرع كليوباترا – مجنون ليلي ) للشاعر أحمد شوقي بإخراج المبدع عزيز عيد الذي أفرغ حمولة سيارة من الرمال علي خشبة مسرح الهمبرا ( هو خرابة الآن بفضل سياسة بيع تراث مصر) وبذلك شهدت مصر تأثيرات النزعة الطبيعية علي المسرح؛ حيث يمشي الممثل وقدميه تغوصان في الرمال تجسيدا طبيعيا للموقف الغرامي الأفلاطوني بين قيس (الممثل أحمد علام) وليلي (فاطمة رشدي).

نشطت في عشرينيات القرن الماضي الحركة المسرحية الهاوية من خلال الجمعيات الثقافية والطائفية بالإسكندرية كما نشطت في المدارس وملاجئ الأيتام (التي لا وجود لها بمصر؛ في عصر كثرت - مليونارديراته- ونحن في أشد ما نكون حاجة إلي الملاجيء للقضاء علي ظاهرة أولاد الشوارع التي ستهدد أول ماتهدد أولئك الميليارديرات) كما نشطت حركة مسرحية هاوية في منتديات الجاليات اليونانية والإيطالية واليهودية . وهكذا تأثرت أذواق المثقفين وهواة التمثيل السكندريين بالممارسة و بالعروض الأجنبية الوافدة علي مسرح (محمد علي – أوبرا: سيد درويش – الآن-) حتى أصبح جمهور الإسكندرية بمثابة لجنة إجازة موسعة لكل عرض مسرحي؛ تأمل كل فرقة محترفة زائرة للإسكندرية أن تنالها باعتبار تلك الإجازة حكما علي النجاح المأمول للإنتاج المسرحي.. كان تقديم الفرقة لعرضها المسرحي بالإسكندرية بمثابة دراسة جدوى للعرض المسرحي نفسه.

ومع زيادة احتكاك مثقفي الإسكندرية ( كتابا وشعراء وفنانين) بالعروض المسرحية وبالمسرحيين؛ ظهرت بواكير الكتابة السكندرية للمسرح اقتباسا وإعدادا إلى أن نمت فأصبحت تأليفا (وان لم تتكشف عنها حتى الآن هوية سكندرية). علي أن توجهات كتابها الفكرية والفنية قد تشعبت علي أيدي نخبة ناشطة يجدد بعضها تحصين مخيلته بكل جديد يشكل رافدا فكريا وأسلوبيا لمنتجه الإبداعي؛ تأكيدا لوجهة نظر ما في مجتمعه أو في الكون أحيانا أو في قضايا سياسية يغلفها بملابسات اجتماعية ذات ملمح نقدي – غالبا- ومنهم من زاد إنتاجه علي عشرين نصا ومنهم من وجه كتاباته نحو الهم السياسي الوطني وبخاصة ما يتعلق بعلاقة الحاكم بالمحكوم ومنهم من يركز علي هموم الوطن؛ بالنظر إلي ما آلت إليه أحوال العباد والبلاد من ترد لا أمل في رأب صدعه علي المدى القريب.
------------ 

image26
image27

نبيل سوريال:( 5/5/1938 -03/22/2018 ) أ- نظرة إطارية حول أعماله

  

المسرحية فى جلباب الوحدة الوطنية

نبيل سوريال:( 5/5/1938 -03/22/2018 ) أ- نظرة إطارية حول أعماله

هو أحد رموز الثقافة بالإسكندرية. يشرف علي الأنشطة الثقافية والفنية جمعية الشباب المسيحية بالإسكندرية(الواى) كما يشرف علي الجانب الثقافي في دورية ثقافية تصدر عن( الكرازة المرقسية بمصر). كتب( سوريال) ثلاث مسرحيات استلهم فيها تاريخ العلاقة الوطيدة بين المصريين (مسلمين ومسيحيين) ودورهم المتماسك في كل حركات الكفاح المشترك ضد المستعمر الأجنبي ؛ دفاعا عن حرية الوطن؛ جنبا إلي جنب، في حياة تآخ ومحبة ووئام . وفي مسرحيته الأخيرة (الرسالة الخاتمة) يعرض لحياة( نبي الإسلام) بما يدل علي فهم عميق للإسلام؛ وحرص على فكرة (الدين لله والوطن للجميع ). ومسرحياته كلها نصوص غير منشورة؛ وإن كنت قد تعرضت لإحداها في بحث نقدى منشور ألقيته في مؤتمر (أدب المسرح) بإقليم شمال غرب الدلتا الثقافى، وقد شرفت بالإعداد له مقررا تحت رئاسة (سعد الدين وهبة) حيث أقيم عام 1997 بمدينة (مرسي مطروح). ومن السمات المميزة لكتابة (نبيل سوريال) لغته الدرامية الشعبية ؛ ذات الحس الإيقاعي العالي إلي جانب روح الفكاهة والسخرية التي تنطق بها شخصياته الشعبية ؛ بما لايخرجها عن ثقافة بيئتها.

ب ـ نصوصه

  • 1- تورة ، نص غير منشور تناولته بالنقد في مؤتمر (أدب المسرح) بمطروح في (7 ـ 9 يونيو1997) وهو منشور في الكتاب الصادر عن المؤتمر. والنص يتعرض لكفاح ثلاثة مصريين ( مسلم – مسيحي – يهودى ) للإستعمار وقيادتهم للكثير من الهجمات علي جنود الإحتلال.
    2- الزعيم ، مخطوط ، يتعرض فيه للزعيم مصطفي كامل منذ طفولته المدرسية وشبابه مع رفقاء كفاح زاملوه في مراحل الدراسة والكفاح مسلمين ومسيحيين . تناولتها بدراسة نشر ملخصها بجريدة (التجمع)2006
    3- الرسالة الخاتمة ، مخطوط ، لم تر النور إلي الآن.